تقاريركورة اسبانية

الكامب نو ما بين أرقام مميزة وأشياء يفتقدها في كلاسيكو اليوم

عند الحديث عن الكلاسيكو الإسباني ، أنت لست أمام مباراة نمطية كغيرها ، الإهتمام بها مقتصر على نطاق جغرافي محدد يجعلها محط أنذار أهل المدينة الواحدة فقط ، وإنما يمتد التأثير لأكثر من ذلك ، إذا قُلت أن في كل بقاع الأرض في أزقة الشوارع وأفسحها ستجد من يهتم بتلك الملحمة ويميل لأحد أطرافها ويبغض الطرف الآخر بغضًا شديدًا لن تكون مبالغة، الشحن الجماهيري و الحدة التي تجدها عند أطراف النزاع على تحقيق الإنتصار في تلك الملحمة الكروية لا توجد به أي غرابة ، أنت أمام طرفين متنازعين منذ ثلاثينات القرن الماضي نزاع بدء سياسيًا ليولد من رحمهِ نزاع كروي .

“النظام الحاكم الذي تغاضى عن نقص الوطنية عندكم هو السبب وراء بقائكم للعب”.

قبل إنطلاق مباراة الإياب في نصف نهائي كأس الملك 1943، تلك الرسالة وجهة أحد حلفاء الجنرال والديكتاتور “فرانشيسكو فرانكو” إلى فريق برشلونة على آثر رفض آقليم كتالونيا إبان ذلك لقمع وبطش فرانكو و ومشاركته في الإنقلاب الذي أطاح بالجمهورية الإسبانية الثانية و أسفر عن الحرب الأهلية بإسبانيا ، هي رسالة حتمًا يبغضها أهل كتالونيا و يبغض تبعيتها بالسقوط أمام الغريم التقليدي ريال مدريد 11-1 بعدما كان الفريق الكتالوني متفوق في مواجهة الذهاب 3-0 ، ولكن و نحن الآن في عام 2020 إذا سألت أحد الأسبان وبالتحديد في كتالونيا عن سبب واحد لتقبل تلك الرسالة سيكون أنها ساهمت في شرارة الصراع الكروي الذي نشهده منذ سنوات.

في تمام الرابعة عصر اليوم، سيتجدد موعد الصراع الكروي حيث يستعد ” برشلونة ” إلى مواجهة جديدة أمام نظيره “ريال مدريد” ، سيشهدها ملعب “الكامب نو” التحفة المعمارية التي تم إنجاز بنائها عام 1957 ليحل بديلاً لملعب “كامب دي ليس كورتس” من أجل مساحة تتسع حشود جماهيرية أكبر.

وبالحديث عن “الكامب نو” الساحة الخضراء التي ستحضن مواجهة السبت، أنت أمام صرح ضخم شهدت كل رقعة فيه على أساطير عدة سواء كانت تنتمي إليه أو أتت في ضيافته ، أسماء بارزة في كرة القدم مرت من هنا و دعست بأقدامها على عشبه لتساهم في تقديم عروضًا عالقة في ذهن كل مهووسٍ بالجلد المدور بشكل عام و آنصار البلوغرانا بوجه خاص ، وبالطبع مواجهة الكلاسيكو كانت لها نصيب الأسد في ذلك.

حيث حَلَّ ريال مدريد ضيفًا على نظيره برشلونة في “الكامب نو” في 90 مواجهة ، نجح برشلونة في تحقيق الفوز في 50 مباراة ، في المقابل تمكن ريال من مديد من الإنتصار في معقل الكتلان في 20 مباراة ، والتعادل كان حاضر فيما بينهم في 20 مواجهة.

وتمكن أصحاب الأرض من تسجيل 178 هدف، بينما نجحت كتيبة الملكي في تسجيل 105 هدف.

تاريخ مواجهات الكلاسيكو على “الكامب نو” آخر عشر سنوات؟

ألتقى برشلونة بغريمه ريال مدريد في 18 مواجهة آخر 10 سنوات، نجح الفريق الكتالوني في تحقيق الفوز في 7 مناسبات، بينما تمكن المرينغي من الإنتصار في 4 مواجهات فقط، و جاء التعادل بينهم في 11 مباراة.

كما أنه في آخر عشر سنوات شهد ملعب الكامب نو إنتصارات إستثنائية لا تُنسى بالنسبة لأنصار البلوغرانا، حيث نجح برشلونة في تحقيق الفوز بخماسية على نظيره ريال مدريد مرتين .

الأولى عام 2010 حينما تواجه الفريقين في الجولة الثالثة عشر من الدوري الإسباني، ونجح برشلونة في تحقيق فوزه العريض بخماسية نظيفة جاءت بأقدام “تشافي هيرنانديز” ، ” بيدرو رودريغز” ، ” ديفيد فيا (هدفين) ” ، “جيفرين سواريز”.

وجاء تشكيل برشلونة في تلك المواجهة تحت قيادة “بيب غوارديولا”،كالآتي:

حراسة المرمى:فيكتور فالديز.

خط الدفاع:دانيال ألفيش – جيرارد بيكية – كارليس بويول – إريك أبيدال.

خط الوسط:تشافي هرنانديز – أندريس أنيستا – سيرخيو بوسكيتس.

الهجوم:ليونيل ميسي – دافيد فيا – بيدرو رودريغز.

بينما جاء تشكيل الملكي تحت قيادة “جوزية مورينهو”، كالآتي:

حراسة المرمى: إيكر كاسياس.

خط الدفاع: بيبي – مارسيلو – سيرخيو راموس – ريكاردو كارفاليو.

خط الوسط : آنخل دي ماريا – سامي خضيرة – تشابي ألونسو – مسعود أوزيل.

الهجوم: كريستيانو رونالدو – كريم بنزيما.

بينما الخماسية الثانية حدثت بعد ثمانٍ سنوات، حينما تواجه الفريقين عام 2018 في الجولة العاشرة من الدوري الإسباني، ونجح برشلونة في تكرار خماسية أخرى ولكن مقابل هدف، وجاءت الأهداف في تلك المواجهة بأقدام “فيليب كوتينهو” ، “لويس سواريز (هاتريك) ، “أرتورو فيدال”، وكان على رأس القيادة الفنية للكتلان في تلك المواجهة “أرنستو فالفيردي” ، بينما قاد الملكي “جولين لوبيتيغي”.

وجاء تشكيل برشلونة، كالآتي:

حراسة المرمى : مارك أندريه تير شتجن.

خط الدفاع: سيرجي روبيرتو – بيكيه – لينجيلت – وجوردي ألبا.

خط الوسط: سيرجي بوسكيتس – آرثر – راكيتيتش. خط الهجوم: رافينيا – كوتينيو – لويس سواريز.

بينما جاء تشكيل ريال مدريد، كالآتي:

حراسة المرمى: تيبو كورتوا.

خط الدفاع: ناتشو- راموس – فاران – مارسيلو.

خط الوسط: كاسيميرو – مودريتش – كروس – ايسكو.

خط الهجوم: بيل – بنزيما.

ماذا حدث في آخر كلاسيكو على “الكامب نو” ؟

أستضاف برشلونة نظيره ريال مدريد على ملعب الكامب نو في الثامن عشر من شهر ديسمبر 2019، في مباراة مؤجلة ضمن منافسات الجولة العاشرة في الدوري الإسباني، و أنتهت بالتعادل السلبي .

وجاء تشكيل برشلونة في تلك المواجهة، كالآتي:

حراسة المرمى: مارك أندريه تير شتيجن.

خط الدفاع: نيلسون سيميدو – جيرارد بيكيه – كليمنت لينجليه – جوردي ألبا.

خط الوسط: فيرنكي دي يونج – إيفان راكيتيتش – سيرجي روبيرتو.

خط الهجوم: أنطوان جريزمان – لويس سواريز – ليونيل ميسي.

في المقابل جاء تشكيل ريال مدريد، كالآتي:

حراسة المرمى: تيبو كورتوا.

خط الدفاع: داني كارفاخال – سيرجيو راموس – رافاييل فاران – فيرلاند ميندي.

خط الوسط: توني كروس – كاسيميرو – فيدي فالفيردي – إيسكو.

خط الهجوم: جاريث بيل – كريم بنزيما.

أشياء يفتقدها “الكامب نو” في كلاسيكو اليوم:

لويس سواريز: لأول مرة لأن يضع جمهور برشلونة البيستوليرو ضمن أسلحتهم المحتمل أن تصنع الفارق، حيث لن يتواجد سواريز في تلك المواجهة ليس بداعي الإصابة أو الإستبعاد وفقًا لرؤية فنية وإنما لرحيلهِ عن صفوف البلوغرانا والإنضمام إلى أتلتيكو مدريد في سوق الإنتقالات الصيفية المُنصرم، سواريز الذي أنضم إلى صفوف برشلونة عام 2014 قادما من ليفربول الإنجليزي، نجح في حصد 13 لقبا في كتالونيا، وكان له حضورًا مميزًا في الكلاسيكو حيث لعب 16 مباراة بكل المنافسات، سجل 11 هدفًا وصنع 5 أهداف.

كريستيانو رونالدو: رغم مرور عامين على رحيل رونالدو عن صفوف النادي الملكي إلا أن الكلاسيكو إذا ذُكر فلن تتوقف آنصار المرينغي عن ذكر القطعة المفقودة في تشكيل الريال، الدون الذي رحل عن الفريق وأنضم إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي يوليو 2018، سيغيب في ثالث مواجهة كلاسيكو على “الكامب نو”، النجم البرتغالي لديه سجل تهديفي رائع على هذا الملعب حيث سجل 11 هدفًا في 14 مواجهة آخرهم في ذهاب كأس السوبر الإسباني، قبل أن ينضم إلى صفوف الفريق الإيطالي.

آنصار البلوغرانا: الحضور الجماهيري حتمًا يُضفي رونقًا خاص على أي حدث كروي وهو ما سنفتقده في تلك المواجهة ، حيث يغيب جمهور البرسا عن كلاسيكو السبت نظرًا للظروف الإستثنائية التي يمر بها العالم لتفشي فيروس كورونا “كوفيد-19” ، و حاول مسؤولي برشلونة الحصول على موافقة من قبل الحكومة في كتالونيا لحضور آنصاره بسعة محدودة تبلغ 30 ألف شخص لمباراة دوري أبطال أوروبا (أمام فيرينكفاروسي) والكلاسيكو ضد ريال مدريد، مع الالتزام بتطبيق واحترام جميع الضوابط الأمنية والاحترازية الموضوعة ضد الوباء، ولكن قُبل الطلب بالرفض.

“الكلاسيكو الإسباني”حينما يحين الموعد ، تقرع الطبول و تبدأ رحلة البحث عن الفارس المغاور الذي يقود الصف و يملك رمحًا مدببًا يفتك به جسد الغريم ، ويظل السؤال حتى ختام المواجهة معلقًا من دق ناقوس الخطر عند جبهته ولم يلتفت فسقط سقوطًا مدويًا.

في تلك المواجهة سيُعول بالطبع جمهور برشلونة كما جارت العادة على نجمهم الأرجنتيني “ليونيل ميسي” الذي شارك في 27 مباراة أمام ريال مدريد في (الدوري الإسباني فقط) ،سجل 18 هدفاً، وصنع تسعة آخرين. كما أن ميسي سيدخل تلك المواجهة باحثًا عن أول أهدافه في الحارس البلجيكي “تيبو كورتوا” بقميص ريال مدريد، حيث أنه لم ينجح في هز شباكه في آخر أربع مواجهات بالدوري من بينهم المباراة التي غاب عنها للإصابة والتي أنتهت بفوز البرسا بخماسية.

يُذكر أن آخر هدف سجله النجم الأرجنتيني بشكل عام في الكلاسيكو كان في 6 مايو 2018 في المباراة أنتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهم.

بجانب ميسي، يتواجد الفتى الذهبي “أنستو فاتي” الذي سيكون أيضًا محط إهتمام جماهير البرسا فب ظل المستوى اللافت الذي يقدمه في الفترة الآخيرة، حيث شارك في 4 مباريات في الدوري، نجح في تسجيل 3 أهداف وصنع هدف، مما يجعله مرشحًا لصنع الفارق أمام ريال مدريد في حالة مشاركته.

“فيليب كوتينهو” العائد إلى صفوف برشلونة بعد إنتهاء فترة إعارته مع بايرن ميونخ الألماني، البرازيلي منذ إنضمامه إلى الفريق الكتالوني يقدم مستويات جيدة، حيث لعب 4 مباريات في الدوري، نجح في تسجيل هدف، وصنع هدفين.

وفي صفوف الملكي:

وفي غياب رونالدو، أصبح من الممكن أن يرشح أكثر من أسم لصُنع الفارق، لكن بالطبع الأبرز سيكون مهاجم الفريق المخضرم “كريم بنزيما” الذي يمتلك سجل تهديفي مميز أمام برشلونة، حيث نجح في هز شباك البلوغرانا بـ9 أهداف في كافة المنافسات، 6 منها في الدوري الإسباني.

“فينسيوس جونيور” الذي ساهم في فوز الريال الآخير أمام البرسا في معقل الملكي ” سانتياغو برنابيو ” بتسجيله ثاني أهداف المباراة التي أنتهت بفوز الريال بهدفين مقابل هدف، وفي هذا الموسم شارك لحد الآن في 4 مباريات، نجح في تسجيل هدفين.

كعادة الكلاسيكو بإمكانه أن يقدم نجم يحلق خارج السرب و يضرب بالتوقعات عرض الحائط فهل يحدث ذلك في مواجهة اليوم ، في حالة مشاركة أي من تلك الأسماء ؟

برشلونة يمتلك 6 أسماء واعدة قد يخوض أي منهم أول كلاسيكو في مسيرته مع البلوغرانا بالإضافة إلى أسم مخضرم ، وهم ” ريكي بويغ – سيرجينو ديست – بيدري – فرانسيسكو ترينكاو – رونالد أراخو – جونيور فيربو “.

والمخضرم ميراليم بيانيتش صاحب الـ30 عاما أحد المنضمين الجُدد لصفوف النادي الكتالوني الذي قد يخوض أول كلاسيكو إسباني في مسيرته في حالة مشاركته .

في المقابل ريال مدريد أيضًا لديه 6 أسماء شابة قد ينجح أحدهم في حالة مشاركته في كسر نمط الأسماء المتوقع ظهورها في تلك المواجهة، وهم ” فالفيردي الذي يقدم مستويات مميزة في وسط ملعب الريال ، بالإضافة إلى رودريجو جويس – لوكا يوفيتش – وأيدير ميليتاو ” .

الكلاسيكو و القيادة الفنية ظهور أول في صفوف البلوغرانا و تاسع في صفوف الميرينغي.

من على الخطوط يُعقد أيضًا صراع ثنائي ، يُحاط بعدة تساؤلات يكون أبرزها لمن الغلبة ؟ من سيكون الأدق والأكثر إستمارًا لمميزات فريقه و إستغلالًا لعيوب خصمه ؟ ، والإجابة تُحسم دائمًا داخل الميدان .

  • الهولندي “رونالد كومان” الذي يخوض أول كلاسيكو في مسيرته كمدير فني بشكل خاص .

وبشكل عام سيُصبح الهولندي الخامس بعد كل من ( رينوس ميشيلز – يوهان كرويف – لويس فان خال – فرانك ريكارد ) .

  • الفرنسي “زين الدين زيدان” الذي قاد الميرينغي في 9 مواجهات في الكلاسيكو نجح في الفوز بثلاث مباريات وتعادل وخسر مثلهم .

موقف الفريقين في الدوري الإسباني، قبل مواجهة الكلاسيكو:

يدخل الفريقين في تلك المواجهة بعد إنطلاقة ليست الأفضل لكل منهما في الدوري الإسباني، حيث لعب برشلونة 4 مباريات فاز في مواجهتين وتعادل في واحدة وخسر في مثلها، سجل 8 أهداف وأستقبل هدفين، ويحتل المركز التاسع برصيد 7 نقاط. في المقابل لعب ريال مدريد 5 مباريات فاز في ثلاث مواجهات وتعادل في واحدة وخسر مثلها، سجل 6 أهداف وأستقبل 3 أهداف، ويحتل المركز الثالث برصيد 10 نقاط.

آخر مواجهات الفريقين قبل الكلاسيكو:

خسر ريال مدريد أمام شاختار بثلاثية مقابل هدفين ،في الجولة الأولى من منافسات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، بينما حقق برشلونة فوزًا عريضًا على نظيره فيرينكفاروسي بخماسية مقابل هدف، في الجولة الأولى من البطولة ذاتها.

دنيا سعد

كاتبة صحفية لدى كورة نيو ، مختصة بالأخبار المحلية والعالمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى